الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد ندب الحق جلّ في علاه إلى العلم وسلوك طريقه، وفضَّل أهله ورفع قدرهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر:9].

لذلك كلّه كان من أبرّ الأعمال وأجلّها نفعاً إنشاءُ المؤسسات التي تُعنى بتدريس العلوم الشرعية وتفقيه الناشئة وإعداد الدعاة إلى الله تعالى، ليكونوا نبراسَ هدايةٍ في نشر الفضيلة التي يحملها الإسلام ويدعو لها، ومن هنا كان التوجه إلى إنشاء كلية الشريعة في جامعة حلب في المناطق المحررة، لتُعنى بتدريس العلوم الشرعية وإعداد الدعاة المتخصصين