المؤتمر العلمي الدولي الأول... فكرته، أهدافه وتوصياته
نظّمت جامعة حلب في المناطق المحرّرة، ومركز مداد للدراسات والبحوث، برعاية رئيس الحكومة السورية المؤقتة، المؤتمر العلمي الدولي الأول تحت عنوان “التعليم العالي في الأزمات”، وذلك يومي 5 و6 من شهر تشرين الأول الجاري.
بدأت فكرة المؤتمر منذ عامين، نتيجة ازدياد الأزمات الناجمة عن النزاعات والكوارث الطبيعية والأوبئة في العالم، وبالتحديد في ظل جائحة كورونا، وأن العديد من هذه الأزمات تمتد لتشمل كافة الأعمار وتظل مستمرةً لأجيالٍ تاليةٍ متتابعة.
وازداد الاهتمام بالفكرة لبحث واقع ومآل العملية التعليمية خلال هذه الأزمات غير المتوقعة، والحروب والثورات المنتشرة في العديد من دول العالم، كما في الثورة السورية الآن، وكذلك مساهمة في التنمية المستدامة.
أهداف المؤتمر:
سعى المؤتمر مذ انطلقت فكرته لتحقيق العديد من الأهداف، شملت عرض التجارب الناجحة عالمياً في مجالات التعليم العالي في الأزمات، والتعرف على أحدث الدراسات والبحوث الأكاديمية والتطبيقية في التعليم العالي في الأزمات.
كذلك تطلع المؤتمر للتعرف على التحديات التي تفرضها ظروف الحرب والتهجير والأوبئة، والتي تواجه التعليم العالي، وبحث السبل الممكنة لتجاوزها.
بالإضافة إلى التعرف على واقع التعليم العالي للطلبة السوريين داخل سوريا، أو في بلدان الجوار، وسبل دعمهم، وتقويم الآثار النفسية للحرب على تعليم الشباب السوري.
حضر المؤتمر الذي امتد على يومين كاملين، السيد رئيس الحكومة السورية المؤقتة، وعدد من الوزراء، ورئيس مجلس التعليم العالي، ورئاسة جامعة حلب في المناطق المحرّرة، ومجلس أمناء الجامعة، وعمداء الكليّات، وأعضاء الهيئة التدريسية والفنية والإدارية في الجامعة.
بالإضافة لحضور إدارة مؤسسة تعليم بلا حدود/ مداد، ومركز مداد للدراسات والبحوث، وعدد من رؤساء الجامعات، وعدد من مراكز البحوث والدراسات، ومئات الأكاديميين والباحثين.
محاور المؤتمر:
توزع المؤتمر على خمسة محاور رئيسة، ضمّت:
- أولاً: الأزمات وتأثيرها في التعليم العالي.
- ثانياً: التجارب الدولية في إدارة التعليم العالي في الأزمات.
- ثالثاً: التعليم العالي خلال جائحة كورونا.
- رابعاً: التعليم العالي في ظل الحروب والثورات (الحالة السورية نموذجاً).
- خامساً: الآثار النفسية للأزمات على التعليم العالي.
وشارك في المؤتمر 60 باحثاً وباحثة، من سوريا وتركيا وأوروبا وأمريكا، بنحو 50 بحثاً علمياً وورقة عمل، عبر الحضور الفيزيائي أو عبر الانترنت، إذ نوقشت جميع الأبحاث والأوراق البحثية، بشكل علمي ومنهجي، أمام المختصين من الأكاديميين والباحثين.
دليل الدراسات والأبحاث:
شمل المؤتمر إطلاق “دليل الدراسات والأبحاث لشمال غرب سوريا 2022” الذي أعدّه مركز الدراسات والأبحاث في جامعة حلب في المناطق المحرّرة، ومؤسسة 2020 IDEA، بالشراكة مع مؤسسة مداد، ومنظمة أورنج، ومنظمة الرواد للتعاون والتنمية.
وجاءت أهمية دليل الأبحاث من ضرورة تحسين الأثر لجهود البحث العلمي في تطوير الاستجابة لاحتياجات المجتمع في المناطق المحرّرة، ويكون ذلك بالاعتماد عليه من قبل مراكز البحث العلمي، وطلاب الدراسات العليا، والمؤسسات الحكومية، والمنظمات التنموية.
كذلك تبرز أهميته من خلال استفادة القطاع الخاص، من مخرجات البحث العلمي، والدراسات التي تم العمل عليها في هذا الدليل.
وتمثلت أهداف دليل الدراسات والأبحاث، في اختيار مواضيع تلبي احتياجات المجتمع السوري في المناطق المحرّرة وتخدم قضاياه.
بالإضافة إلى الإسهام في حوكمة البحث العلمي في قطاع التعليم العالي، وتعزيز التحالف والتعاون بين الفاعلين الأساسيين في مجال البحث العلمي.
نتج الدليل عن تضافر جهود مجلس التعليم العالي، و4 جامعات، و8 مراكز بحثية، و20 منظمة ومؤسسة، و229 مشاركاً في ورش العمل، و95 مشاركاً في الاستبيانات، و72 مشاركاً في لجان التدقيق والمراجعة؛ مستهدفاً 10 محاور رئيسة، و77 قطاعاً فرعياً، و689 مسألة بحثية.
ضمًت المحاور التي استهدفها الدليل بالدراسة والبحث:
- محور العلوم هندسية والأساسية.
- محور الأمن الغذائي.
- محور التربية والتعليم.
- محور الاقتصاد والتنمية.
- محور العلوم الإنسانية.
- محور العلوم الشرعية والأوقاف.
- المحور الصحي.
- محور السياسة والعلاقات العامة.
- المحور القانوني.
- محور المجتمع المدني.
وجاء في التوصيات التي خرج بها الدليل، حوكمة إدارة عملية البحث العلمي، وتشكيل جهة من أصحاب المصلحة تشرف على تنفيذ مخرجات الدليل، وإنشاء موقع تفاعلي للأبحاث العلمية الحالية وتحديثه بشكل دوري.
كذلك اعتماد المشاريع والبرامج التنموية في المناطق المحرّرة على مخرجات الدليل، وتسويق هذه المخرجات لدى الجهات المانحة وأصحاب الاهتمام من رجال الأعمال في الداخل السوري وخارجه.
وكان من ضمن التوصيات أيضاً، حثّ طلبة الدراسات العليا على اختيار عناوين بحثية مستنبطة من مخرجات الدليل، وربط منح الدراسات العليا بهذه المخرجات، وحشد الموارد والجهود لتمويل الأبحاث التطبيقية في المناطق المحرّرة.
تقييم جامعة حلب في المناطق المحرّرة:
عُرض خلال المؤتمر أيضاً، التقرير السنوي “تقييم جامعة حلب في المناطق المحرّرة” للعام الدراسي 2020- 2021، الذي أعدّه مركز مداد للدراسات والبحوث، مع وحدة تنسيق الدعم ACU.
وتعتمد هذه الدراسة في تقييمها أهم محاور الجودة في التعليم الجامعي التي اتفقت عليها مؤسسات التقويم الأكاديمي والمرجعيات الأكاديمية مثل اتحاد الجامعات العربية والمعايير الأوربية لجودة التعلم العالي.
هدفت هذه الدراسة إلى إجراء تقييم شامل لأداء جامعة حلب في المناطق المحرّرة بناءً على مجالات تقييم محددة، والتعرف على أبرز نقاط القوة والضعف التي تتمتع بها الجامعة.
حيث يمكن العمل في السنوات اللاحقة لهذه الدراسة، على إجراء دراسات مناسبة بهدف معرفة التقدم الذي تحققه الجامعة بشكل سنوي، والعمل على وضع خطط التطوير لحل المشاكل وسد الثغرات.
وتأتي أهمية الدراسة، من مساعدتها في تحديد احتياجات الجامعة، وعملها على تمكين أصحاب القرار من اتخاذ الخطوات اللازمة لتطوير العمل الجامعي وتحسين جودة التعليم، وإفادتها في تعريف المجتمع المحلي والمهتمين بجامعة حلب، حول العمل فيها من الناحية الإدارية والعلمية.
وأيضاً مساعدتها للمؤسسات والجامعات الإقليمية والدولية في الاطلاع على واقع جامعة حلب، للتعاون معها والتمهيد للحصول على الاعتراف الدولي الذي يمثل حلم كل الطلاب والأكاديميين السوريين.
توصيات المؤتمر:
في ختام فعاليات المؤتمر، أوصت الجهات المنظمة له بما يلي:
1- استمرار العملية التعليمية في الأزمات والحروب والأمراض والأوبئة بما يتلاءم مع الإمكانات المتاحة.
2- رفع سوية جودة التعليم العالي في المؤسسات الجامعية في المناطق المحرّرة التي تعيش أزمة الحرب رغم ضعف الإمكانات المادية.
3- الاستفادة من التجارب الدولية التي مرت بنفس الظروف الأمنية والصحية وكيف تعاملت مع التعليم العالي.
4- تقديم الدعم والإرشاد النفسي للطلاب والمدرسين في بيئات التعليم العالي، المتأثرين في الأزمات والحروب وذلك لضمان نجاحهم.
5- متابعة دعم الطلاب السوريين المهاجرين إلى بلدان الجوار كجزء من المجتمع السوري سيساهم في بناء سوريا المستقبل.
6- إقامة مؤتمرات علمية دورية على مستوى الكليات بشكل خاص وعلى مستوى الجامعة بشكل عام.
7- ربط مخرجات التعليم العالي أثناء الأزمات باحتياجات أسواق العمل واحتياجات المجتمع بشكل عام.
8- تطوير البرمجيات التعليمية وآليات التعليم عن بعد لتحسين جودته أثناء الأزمات.
9- تطوير الخطط الدرسية في الكليات المختلفة في جامعة حلب بما يتماشى مع مثيلاتها في الجامعات الأوروبية والعربية (مثل الجامعة الإسلامية في غزة).
10- إجراء تقويم مستمر للتعليم العالي أثناء الأزمات عبر آليات موضوعية وإجراءات منظمة بعد تفعيل دور منظمات المجتمع المدني ومؤسساته في دعم التعليم العالي داخل سوريا.
11- تمكين الفئات المهمّشة ومشاركتهم في التعليم العالي وتأمينه لهم.
الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر، نظمته جامعة حلب في المناطق المحرّرة، ومركز مداد للدراسات والبحوث، وساهم في رعايته: سفارة الجمهورية العربية السورية في قطر، ووحدة تنسيق الدعم ACU، ومنظمة سامز، وقناة حلب اليوم، وتلفزيون سوريا.